خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين
بتاريخ 16 محرم 1447هـ ، الموافق 11 يوليو 2025م

خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بتاريخ 16 محرم 1447هـ ، الموافق 11 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 11 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان: لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 11 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : لله دَرُّكَ يا ابن عباس pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، كما يلي:
- العناصر:
- خطورة التطرف
- أسباب التطرف
- أساليب العلماء في مواجهة التطرف
- نماذج من العلماء الذين واجهوا التطرف
- الخلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بتاريخ 11 يوليو 2025 بعنوان ، كما يلي:
خطبة بعنوان: أسلوب العلماء في الرد على المتطرفين
بتاريخ 16 محرم 1447هـ 11 يوليو 2025م
إن مما ابتُليت به الأمة في زماننا هذا، ظهور الكثير من الأفكار المنحرفة، والجماعات المتطرفة، الذين يتسترون بلباس الدين، وهم يشوّهون جوهر الإسلام ورسالته السامية، ولا شك أن هذا الفكر دخيلٌ على أمة رسولنا – صلى الله عليه وسلم -، الذي بعثه الله رحمة للأمة كلها، بل للعالم أجمع.
وفي ظل هذا الواقع المؤلم، يتجلّى فضل العلماء المخلصين، الذين وقفوا في وجه الانحراف الفكري، وأوضحوا للناس معالم وحقيقة دينهم وإسلامهم، وردّوا على المتطرفين بالحجة والبرهان، وخاطبوهم بميزان العلم والحكمة.
- العناصر:
- خطورة التطرف
- أسباب التطرف
- أساليب العلماء في مواجهة التطرف
- نماذج من العلماء الذين واجهوا التطرف
- الخلاصة
خطورة التطرف
التطرف من الجرائم العظيمة التي يقوم بها جماعة من المنتسبين لدين الله – عز وجل -، فهموا الدين فهمًا خاطئًا، ابتعدوا عن الجوهر الحقيقي للإسلام، وعن منهج الله تعالى وشرعه، وهو منهج الاعتدال والوسطية، ذلك المنهج الرباني الذي يحفظ على المسلم دينه، ويقيه من مزالق الإفراط والتفريط، فالله تعالى يقول في كتابه: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ} [سورة البقرة: ١٤٣].
فدين الإسلام دين الوسطية، قائم على العدل، لا غلو فيها ولا جفاء، لا إفراط فيه ولا تفريط، ولكن عندما يُنتزع النص من سياقه، وتُبنى عليه أحكام باطلة، كاستباحة الدماء، ورفض الحوار، والاعتداء على الآمنين، فإن في ذلك مخالفة صريحة لنصوص الكتاب والسنة، فالشريعة في الإسلام قائمة على اليسر لا على العسر، فعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه : – أنَّ النَّبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بعَثه ومُعاذَ بنَ جبلٍ إلى اليَمنِ فقال لهما: «َيسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا»، [صحيح البخاري].
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً، إنَّ اللهَ لم يَبعَثْني مُعنِّفًا، ولكنْ بعَثَني مُعلِّمًا مُيسِّرًا» [رواه مسلم].
وهذا على عكس ما تقوم به الجماعات المطرفة من عدم قبول مخالفيهم، مع أن الاختلاف أمر طبيعي، ومقبول في دين الإسلام، ينبغي لا يؤدي إلى التقاطع والتدابر والتشاحن، لأنه رحمة للأمة كلها.
فالاختلاف في الفروع سعة وثروة ولهذا اجتهد الصحابة – رضوان الله عليهم – في مسائل عديدة، واختلفوا في أمور جزئية كثيرة، ولم يضيقوا ذرعًا بذلك، بل نجد الخليفة الراشد “عمر بن عبد العزيز” – رضى الله عنه – يقول عن اختلاف الصحابة – رضوان الله عليهم -: “ما يسرّني أنّ أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يختلفوا؛ لأنّهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصةٌ“.
أسباب التطرف
التطرف من الظواهر الخطيرة على الأفراد والمجتمعات، فالتطرف ما هو إلا نتيجة للفهم الخاطئ للإسلام، وللنصوص الشرعية التي تدعوا إلى التعامل بالمودة والمحبة والرحمة.
وإذا تأملنا في أسباب هذا الانحراف الخطير، وجدناها تعود إلى عوامل متعددة، من أهمها:
١ – الجهل بالدين.
يُعَدٌّ الجهل بالدين وفقدان المعرفة بأحكام الإسلام وشرائعه السمحة، من الأسباب الرئيسية للتطرف، هذا ليس فقط في الإسلام، بل في جميع الأديان السماوية، فعندما يفتقر الفرد إلى الفهم الصحيح لتعاليم دينه، يصبح عرضة للتأثر بالأفكار المغلوطة والمنحرفة التي تروجها الجماعات المتطرفة؛ لذلك رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء، فقال سبحانه في كتابه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[سورة المجادلة، جزء من الآية:١١].
لذلك من الواجب أن نحرص على تعليم أبنائنا وبناتنا، وتربيتهم على مبادئ الإسلام وشرائعه السمحة، وعلى الفهم الصحيح للإسلام، حتى نقيهم من الأفكار المنحرفة، والجماعات المتطرفة.
٢ – تراجع المستوى التعليمي والثقافي لدى الشباب.
يُعد التعليم هو الأداة الرئيسية لبناء عقول سليمة نقية، فعندما يغيب دور الأسرة والمجتمع في تعليم أبنائه، فإن الشباب بذلك يصبحون عرضة للأفكار المنحرفة والجماعات المتطرفة.
فالشباب الذين يعانون من فراغ فكري أو تعليمي هم أكثر عرضة للانجراف والانسياق خلف هذه الجماعات.
٣ – الانغلاق والجمود الفكري: وهي حالة من التعصب والتشبث بالآراء والمعتقدات دون استعداد للتغيير أو النظر في آراء الآخرين، وهو ما يتعارض مع طبيعة الإسلام الداعية للتفكير والاجتهاد، فالإسلام يدعو إلى إعمال العقل والفكر، يقول الله تعالى: {إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الرعد، جزء من الآية: ٣].
وقال في آية أخرى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج :٤٦].
أساليب العلماء في مواجهة التطرف
في زمن كثرت فيه الفتن، وانتشرت فيه الأفكار الهدامة والمتطرفة، والتي تهدد استقرار مجتمعاتنا، وأمن بلادنا وأوطاننا، يبرز دور العلماء كهداية للضالين، والوقوف في وجه المنحرفين، وحصون تَصُدُّ زحف الغلو والتطرف.
وفيما يلي أبرز أساليب العلماء في الرد على المتطرفين:
أولًا: الرد العلمي: وتفنيد الشبه بالحجة والبراهين
العلم الشرعي هو السبيل الأمثل والأقوى في يد العالم للرد على التطرف والأفكار الهدامة التي تخالف منهج الله تعالى وشرعه، وذلك ببيان حقيقة الإسلام، وتفنيد الشبهات التي تُزْرَعُ في عقول الشباب، والإجابة على تساؤلاتهم بمنهجية علمية ورؤية شرعية، مُظهرين سماحة الإسلام ويسر تعاليمه.
فعلى سبيل المثال، حينما يتشبث المتطرفون بآيات القتال لتبرير العنف المسلح وإراقة الدماء، يأتي دور العالم الراسخ في العلم ليُجلي الحقيقة: يوضح سياق الآيات وأسباب نزولها، ويبين الفرق بين الجهاد المشروع الذي يقوم على ضوابط شرعية وأخلاقية صارمة، وبين الإرهاب المنهي عنه، الذي يهدف إلى الفوضى والدمار، بهذا المنهج، يتم تفنيد مغالطات المتطرفين، وكشف عوار تأويلاتهم المنحرفة.
ثانيًا: الحوار والنقاش
يُعد الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة من أهم أساليب العلماء في التصدي للجماعات المتطرفة. حيث أن الكثير منهم ضحايا فكر منحرف، ضلوا السبيل، وأُلبست عليهم الأمور.
نتذكر هنا منهج النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الخوارج، فقد حاورهم وأعطاهم الحق في التعبير عن آرائهم، ولم يتعجل في الحكم عليهم، هذا النهج النبوي الشريف أعطى الثمرة المرجوة منه، فانصرف كثير منهم عن أفكارهم، واستجابوا لما أمر به نبيهم، فالحوار المبني على الحجة والبرهان، هو المفتاح لإقناع العقول المتحيزة والقلوب الغافلة.
ثالثًا: التربية الفكرية عبر المؤسسات الدينية
التربية الفكرية عبر المؤسسات الدينية تلعب دورًا هامًا في مواجهة التطرف، وذلك من خلال تعزيز الفهم الصحيح للإسلام، ونشر قيم التسامح والاعتدال، هذه المؤسسات، مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء، اللذان يعملان على تجديد الخطاب الديني، وتطوير المناهج التعليمية، وإطلاق مبادرات للحوار والتعاون، بهدف بناء مجتمع متماسك، ومواجهة الفكر المتطرف.
رابعًا: الحضور الإعلامي والتفاعل مع المجتمع
أدرك علماؤنا الآن أهمية الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في مواجهة الفكر المتطرف، حيث يجد المتطرفون في الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي مرتعًا خصبًا لنشر سمومهم، وهنا يأتي دور العلماء ليظهروا للناس طريق الحق ، ويبرزوا حقيقة دينهم وإسلامهم ، حيث لم يَعُدْ دور العلماء قاصرًا على المنابر والمدارس والجامعات فحسب، بل عليهم أن ينخرطوا بفاعلية وشجاعة في رحاب الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، بهدف تفنيد شبهات الغلاة وأصحاب العقول المتطرفة، و تقديم صورة ناصعة للإسلام الوسطي، ذلك الدين الذي يدعو إلى السلام والتعايش واحترام الإنسان والحفاظ على كرامته.
نماذج من العلماء الذين واجهوا التطرف
هناك العديد من العلماء واجهوا التطرف وضربوا في ذلك أروع الأمثلة، ونذكر من النماذج علي ذلك:
١ – عبد الله بن عباس – رضى الله عنه –
في تاريخ الإسلام العظيم، تبرز قامة عظيمة، هو عبد الله بن عباس – رضي الله عنه -، حبر الأمة وترجمان القرآن، كان رائدًا فكريًا، ومُصلحًا ربانيًا، ومجاهدًا بالكلمة والحجة في وجه الغلو والانحراف، خاصة في زمن دهمت فيه الأمة فتنة الخوارج، تلك الفئة التي غلَت في الدين حتى خرجت عن جماعة المسلمين، وكفّرت خيار الصحابة، واستحلت ما حرّم الله.
لقد كان منهج ابن عباس في الرد على التطرف والغلو نموذجًا نبويًّا خالصًا، لقد أعطاه الله فهمًا عميقًا للقرآن والسنة، مكّنه من تفنيد شبهات المتطرفين المخالفين منهج الإسلام وشرعه؛ فعندما استدل الخوارج بآية {إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ} [سورة الأنعام، جزء من الآية:٥٧]؛ لتكفير علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، بيّن لهم أن هذه الآية لها سياقات متعددة في القرآن الكريم، وأنها لا تمنع التحكيم بين المتخاصمين لإصلاح ذات البين، لقد أظهر لهم أن فهمهم الحرفي للنص أوقعهم في خطأ كبير.
كان – رضي الله عنه – من أكثر الصحابة وعيًا بخطورة الغلو والتطرف – فهو الذي نقل عن النبي – صلى الله عليه وسلم – تحذيره بقوله: {إيّاكُم والغلوَّ في الدّينِ، فإنّما أهلَك مَن كانَ قبلَكم الغلوُّ في الدّينِ} [أخرجه النسائي وابن ماجه].
وهذا هو المنهج الذي سار عليه – رضى الله عنه – كان يُبين أن الغلو في الدين هو مجاوزة للحد الذي وضعه الشرع، ومخالفة منهج الله تعالى ورسوله، سواء كان ذلك في العبادة أو المعاملة أو التفكير والحكم على الآخر.
٢ – الشيخ/ محمد متولي الشعراوي
استخدم الشيخ في دعوته أسلوبًا مبسطًا وعميقًا في توصيل معاني القرآن الكريم، ورفض التفسيرات المتشددة للنصوص، داعيًا إلى الفهم الصحيح للدين، ونشر تعاليم الإسلام، وإبراز صورته السمحة، مما يجعل له الأثر الواضح في محاربة التطرف، والرد على الأفكار المنحرفة.
الخلاصة
الردّ على الجماعات المتطرفة يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وهذا ما قام به العلماء عبر العصور، فحفظوا الدين من التحريف، وحفظوا شباب الأمة من الانسياق خلف ما تبثه الجماعات المنحرفة من أفكار هدّامة، تعمل على زعزعة الإيمان في قلوبهم، والزج بهم في دائرة الغلو والانحراف الذي نهى عنه الشرع.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف